يأتي تقرير سوق الجمال في الشرق الأوسط كثمرة للتعاون بين بيوتي وورلد والذراع البحثي لمنصة بيوتي ماتر، في شراكة تعكس التزامنا المشترك بالبحث عن البيانات، والتحليل العميق، وسرد القصص الملهمة. من خلال هذا التقرير، نغوص في التداخل المثير بين التاريخ، والثقافة، والديناميكيات الاقتصادية، لفهم الأسباب التي تجعل الشرق الأوسط أحد أسرع الأسواق نمواً في عالم الجمال وجودة الحياة. واستناداً إلى أحدث الأبحاث والتوقعات والمقابلات الحصرية التي أجرتها بيوتي ماتر، يكشف التقرير عن الفرص الواعدة في المنطقة ويقدّم خارطة طريق استراتيجية للاستفادة الكاملة من إمكاناتها المزدهرة.
لم تعد معادلة التوسع الدولي في قطاع الجمال كما كانت خلال العقد الماضي، فالأسواق تنفتح على آفاق جديدة، ولم يعد النمو العالمي محصوراً بالصين وحدها. ومع تحوّل نماذج التوزيع نحو استراتيجيات متعددة القنوات، التي تلبي تطلعات المستهلكين بلا قيود جغرافية، يبرز الشرق الأوسط كوجهة مثالية للعلامات التجارية الساعية إلى توسيع بصمتها العالمية والاستفادة من سوق سريع التطور.
بفضل تاريخه العريق ومجتمعه سريع التطور، يُعد سوق الجمال في الشرق الأوسط من أكثر أسواق الجمال والعافية ذات الجدوى الاقتصادية على مستوى العالم. ووفقاً لتقرير صادر عن يورومونيتور إنترناشيونال، تُقدَّر قيمة سوق مستحضرات الجمال والعناية الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكثر من 46 مليار دولار أمريكي، مع توقعات بوصولها إلى حوالي 60 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.
تتميز المنطقة بقاعدة عملاء كبيرة وشابة، متصلة رقمياً ومتطلعة إلى المعرفة والاكتشاف. وقد أدى التوسع الحضري، وارتفاع معدلات الدخل المتاح للإنفاق، وازدياد أعداد المقيمين الأجانب إلى توسيع قاعدة مستهلكي منتجات الجمال، مما ساهم في نمو القطاع في هذه المنطقة الواعدة. وهو ما يفتح الباب أمام فرص هائلة لكل العلامات التجارية المحلية والعالمية الساعية إلى ترسيخ مكانتها والاستفادة من هذا السوق المتنامي.
بالنسبة للكثير من سكان غرب الكرة الأرضية، تبدو هذه المنطقة مجرد بقعة غامضة على الخريطة، تقع في مكان ما جنوب وشرق أوروبا. لكن تحديد ملامح السوق والحصول على بيانات دقيقة ومتسقة قد يكون تحدياً معقداً. فالشرق الأوسط ليس مجرد موقع جغرافي ثابت، بل هو مصطلح مرن يتغير حسب السياق والزمن. فهو يمتد بتأثيره عبر شمال إفريقيا، وغرب آسيا، وصولاً إلى آسيا الوسطى، حيث تتشابك الثقافات وتتداخل الروابط التاريخية والاقتصادية، مما يجعله سوقاً فريداً بتعقيداته وفرصه الواسعة.
يمكن أن يكون تعريف السوق ضيقاً ليشمل فقط الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية، أو واسعاً ليشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها. إن مرونة تعريف الشرق الأوسط تعد عاملاً مهماً يجب أخذه في الاعتبار عند دراسة السوق.
تُعد المنطقة معقدة ومجزأة، مما يتطلب فهماً عميقاً للفروقات الدقيقة بين الأسواق المختلفة، بل وحتى داخل السوق الواحد. فما هو مناسب في الإمارات قد لا يكون مناسباً في السعودية المجاورة، وقد يكون غير مفهوم تماماً كما في الجزائر. بعض هذه الفروقات تنظيمية، بينما تعود الأخرى إلى الدين، أو الثقافة، أو حتى اللغة.
أشارت إيمي وارد من ذا ريد تري، وهي مستشارة للعلامات التجارية في الشرق الأوسط، قائلةً:
"الشرق الأوسط يحتوي على العديد من الفروقات الدقيقة بين بلد وآخر. قد تجد نفسك بحاجة إلى استراتيجيات داخل استراتيجيات."
الفرصة الحقيقية تكمن في أولئك الذين لا يرون الشرق الأوسط مجرد سوق لبيع المنتجات والخدمات، بل فيمن يسعون للانخراط بفعالية في المنطقة، ودعم المبتكرين ورواد الأعمال الذين يساهمون في تشكيل مستقبلها. إن امتزاج التقاليد بالتحولات الحديثة، والتحولات الديموغرافية، والتأثيرات الثقافية، والتطور التكنولوجي يجعل المنطقة قوة رئيسية عالمية زاخرة بالفرص.
يستخدم هذا التقرير البيانات والتحليلات والرؤى المستمدة من كبار التنفيذيين والخبراء في القطاع، بهدف تبسيط تعقيدات التركيبة السكانية للمستهلكين، والعوامل المحركة للتوجهات المتغيرة، وظهور جيل جديد من مستهلكي منتجات وخدمات الجمال في المنطقة.